تقع بين البحر الميت
والبحر المتوسط في قلب الصحراء الفلسطينية - حولها
اليهود إلى مدينة يهودية صرفة للنقب جنوب غرب
الخليل 49 كلم وجنوب شرق غزة 45 كلم . مدينة بئر السبع
تقع هذه المدينة على خط طول 47 34 درجة شرقي
غرينتش وعلى خط عرض 14 : 31 درجة شمالي خط
الاستواء ، كما تقع غربي البحر الميت وعلى نحو 47
ميلاً : 75 كم منه . ترتفع " 275 م " عن سطح البحر
.
وهي مدينة قديمة ينسب بناؤها إلى خليل الله ،
ابراهيم ، في القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
ودعيت بذلك نسبة إلى البئر التي حفرها عليه السلام
حينما كان يجوب بقطعانه وماشيته هذه الديار .
ويظهر أن حدث خصم على مياه البئر بين رعاته ورعاة
" أبيمالك " زعيم المنطقة مما اضطر ابراهيم لأن
يقدم لهذا سبع نعاج تعويضاً له وشهادة على حفره
البئر . فنسبت البئر إلى هذه النعاج السبع .
وقيل بل دعيت بذلك نسبة إلى وجود سبعة آبار قديمة
فيها . وهو الراي الذي يقوله ياقوت الحموي في
معجمه ، وتذكرة الأنسيكلو بيديا البريطانية وهو ما
نرجحه . وقيل غير ذلك .
وقد استقر ابراهيم هو وجماعته حول بئره هذه مدة
طويلة . فبنى المسجد وعمرت الأرض وزرعت الزروع
وغرست الأشجار وخاصة الأثل . وفي تلك الأثناء ولد
له فيها - على رأي بعضهم - ولده اسحق الذي رمم
البئر وجدده بعد وفاة والده .
ومن بئر السبع مر " يعقوب بن اسحق " وعائلته في
طريقهم إلى مصر . وفيها على ما قيل استقبل "
سليمان بن داود " ملكة سبأ التي أتت لزيارته من
اليمن .
وبئر السبع أقصى حد تمكنت الدولة اليهودية أن تصل
غليه في جنوب فلسطين ، الحدود التي كان يقال فيها
" من دان إلى بئر السبع " .
وفي عهد الأنباط والرومان كانت " بئر السبع " محطة
تقع على طرق القوافل التجارية التي تمر في هذه
البلاد . وأهم هذه الطرق :
1 - العقبة - بئر السبع وتمر بـ " الكنتلأ " و "
بيربيرين " و " العوجاء " و " الخلصة " و " بئر
السبع " . ومن هذه غرباً إلى غزة وشمالاً إلى
الخليل .
2 - العقبة - عين غضبان - البتراء - مية عوض -
عبدة - الخلصة - بئر السبع .
3 - بئر السبع - عين حصب مارة بـ " كسر نب " ومن
عين حصب تستمر الطريق في سيرها الجنوبي ، في وادي
عربة ، حتى تصل إلى " مية عوض " .
وفي القرن الثاني للميلاد ، في عهد تراجان
الأمبراطور الروماني ، كانت بئر السبع قرية كبيرة
تقيم بها حامية عسكرية .
ولما انتشرت المسيحية في فلسطين كانت بئر السبع
أسقفية وقد ذكر التاريخ أساقفتها أكثر من مرة .
دخل العرب هذه المدينة حين فتحهم لفلسطين وعرفت في
تاريخهم بأنها بلدة " عمرو بن العاص " - الذي ولاه
عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها - ، يقيم فيها
بعض أهله . وكان له فيها قصر يعرف بالعجلان ينزله
كلما اعتزل الناس . وبأرضها مات " عبدالله بن عمرو
بن العاص " .
ولما حدثت الفتنة بين معاوية وعلى دعامعاوية عمرو
بن العاص ، وكان مقيماً في بئر السبع ، ليلتحق به
وبعد المشاورات التي أجراها عمرو مع أهله وجماعته
رأى ان يلتحق بمعاوية الذي كافأه بولاية مصر .
وكانت بئر السبع من مدن فلسطين المعروفة في عهد
الأمويين فقيل إن الخلاقة أتت لسليمان بن عبد
الملك وهو فيها ، وأن سعيد بن عبدالملك الأموي
عامل " الوليد بن يزيد بن عبدالملك " على فلسطين ،
والذي عرف بحسن سيرته كان نازلاً بهذه المدينة لما
بلغه مقتل الخليفة الوليد في سنة 126 هـ : 744م .
والظاهر أن قلة الأمطار وكثرة المحول وتحول طرق
التجارة .. وغير ذلك من الأسباب أدت إلى تأخر هذه
البلدة تأخراً عظيماً حتى أننا لم نعد نسمع عنها
شيئاً في العصور التالية . ولم يكن لها شأن في
الحروب الصليبية لأن الصليبيين لم يتقدموا كثيراً
في الجنوب ، ولما استولوا على بيت جبرين طنوها بئر
السبع .
وقد ذكرها " المقريزي " المتوفى عام 845 هـ :
1441م . من جملة مدائن مدين في ناحية فلسطين .
وأخيراً هجرت هذه المدينة في نحو القرن الخامس عشر
وأصبحت خراباً ولم يسمع لها اسم . حتى أعاد
العثمانيون بناءها عام 1319 هـ : 1900م . ويرجح
أنها أقيمت في الجنوب الغربي من البلدة القديمة .
ومازالت آثار عمران بئر السبع القديمة تظهر في "
أرضيات مرصوفة بالفسيفساء وأساسات وآبار وتلال
عليها اساسات وشقف فخار في شرقي البلد .
وبعد تأسيسها جعلها العثمانيون مركزاً للقضاء الذي
دعي باسمها ، ويتبع قائم مقامها متصرف القدس .
وأول قائم مقام عهد غليه بإدارة بئر السبع هو "
اسماعيل كمال بك . التركي . سكن الخيام واتخذها في
الوقت نفسه مقراً لإدارة أعماله . ثم تولى القضاء
السيد " محمد جار الله المقدسي " فتم على يديه
أ/ور كثيرة منها تأليف مجلسين : واحد للإدارة وآخر
للبلدية . كما انشأ داراً للحكومة وقشلاقاً ( ثكنة
) للجنود . وقد قام المهندسان " سعيد النشاشيبي "
ومساعده " راغب النشاشيبي " يرسم خارطة للمدينة
الجديدة على الطراز الحديث .
وبعد اعلان الدستور العثماني عام 1908م . تولى
أمرها " آصف بك الدمشقي " . فاز دادت بئر السبع في
عهده عمراناً ورونقاً . فأقام بناء دار للبلدية
ووضع وايوراً لجر الماء من بئر النشل وحوضاً تجري
المياه إليه كي توزع إلى اطراف البلد ، ثم انشأ
مطحنة وجامعاً أتى بحجارة مأذنته من خربة " الخلصة
" وهو في غاية الإتقان من الوجهة الهندسية ، كما
أنه غرس عدداً كبيراً من الأشجار . وأنشأ سلكاً
للمخابرات البرقية وداراً للبريد ومدرسة لأبناء
البدو ذات طابقين . وفي زمنه أرسل عدد من البدو
إلى " مدرسة العشائر " في استانبول .
يتضح مما تقدم بأن العرب هم الذين خططوا وعمروا
بئر السبع الحديثة . ولما مر الجنرال العثماني "
علي فؤاد " ببئر السبع عام 1915م . قال : " إنها
من أعمال القدس ، وفيها مسجد جميل ومبان مشيدة
وسوق ، وهي تعد زهاء ألف نفس " .
وفي الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 كان لهذه
البلدة مركز ممتاز إذ تخذها العثمانيون قاعدة
لجيوشهم المناوئة للإنكليز في قناة السويس ومصر ،
فعبدوا الطرق بينها وبين الخليل وبينها وبين سيناء
عن طريق " العوجا " . وانشأوا سكة حديدية تصلها
بمحطة " وادي الصرار " وامتدت السكة إلى قلب سيناء
.
ولما اتخذ الجيش البريطاني خطة الهجوم ، في عام
1917 ، لاحتلال فلسطين كانت القرى العثمانية التي
عهد إليها أمر الدفاع عن بئر السبع بقيادة " عصمت
بك " تتألف من 5000 محارب بين مشاة وفرسان .
ورغماً عن البطولة التي أظهرها العثمانيون في
الدفاع عن البلدة فقد تمكن الأعداء من احتلالها
مساء 31 تشرين الأول 1917 ، بعد أن نجا عصمت بك من
الوقوع في الأسر بأعجوبة . وهكذا فكانت بئر السبع
أول مدينة يحتلها البريطانيون في فلسطين .
وقد أبلى أفراد الفرقة السابعة والعشرين ، وكلهم
عرب ، بسالة نادرة في الدفاع عن بئر السبع . وقد
وصف عصمت بك بطولتهم في التقرير الذي قدمه لقائد
الجيش " فون كريس " بقوله : " أظهر أفراد هذه
الفرقة الذين كلهم من أبناء العرب بسالة نادرة .
فقد كان عددهم بين 1600 و 1800 جندي عهد اليهم
الدفاع عن جبهة يبلغ طولها من خمسة إلى سبعة كيلو
مترات ، وكانت قوات العدو المقابلة تبلغ نيفاً
وستة آلاف مقاتل . فرد هؤلاء الجنود البواسل هجمات
العدو العنيفة ثلاث مرات .. ولولا بطولتهم هذه
لكانت سقطت جبهة بئر السبع منذ 18 تشرين الأول
الحالي .
لقد كان المرض متفشياً بين أفارد هذه الفرقة بسبب
الجوع وقلة الغذاء ، والمؤونة لا تقدم لهم بالصورة
التي تقدم فيها لبقية الفرق ، وهذه حقيقة تأكدتها
بنفسي حيث علمت أن أفراد الفرقة قضوا ثلاثة ايام
لا يتناول الفرد منهم 150 غراماً من الخبز الذي
يعرف جنسه دون بقية المواد الغذائية .. أنا أفتخر
بهذه الفرقة العربية الباسلة .
وكان الجيش البريطاني في اثناء هجومه على فلسطين
قد أنشأ خطأ حديدياً يصل بلدة بئر السبع برفح ،
إلا ن الحكومة البريطانية الفلسطينيةنزعته في عام
1927م ، كما نزع قبل ذلك الخط الحديدي الذي أنشأه
العثمانيون إبان الحرب بين بئر السبع ومحطة " وادي
الصرار " الواقعة على خط حديد يافا - القدس .
قال مؤلفا جغرافية فلسطين : ( ليس بخاف أن " بئر
السبع " اليوم مدينة جديدة بناها العثمانيون على
طراز حديث حتى أصبحت بانتظامها واتساع شوارعها
لاتضاهيها مدينة في فلسطين وسورية فهي من هذه
الوجهة أكثر شبهاً بالمدن الوروبية والأميركية
منها بالمدن الفلسطينية . وكان في النية عند
تجديدها إدارة شؤون بدو تلك الناحية ونقلهم من طور
البداوة إلى طور الحضارة . لقد زرنا هذه المدينة
سنة 1905م . ثم زرناها سنة 1922 فألفينا أن هذه
ليست بتلك . إذ وطئت أقدامنا شارعاً جميلاً
ومزروعاً على جانبيه الأشجار وعرضه عشرون متراً .
وقد تفرع منه شوارع أخرى متقاطعة وفي رأس هذه
الشارع شيدت دار للحكومة فخيمة نكتنفها الأشجار من
كل جانب . ويقابلها جامع جميل محكم الصنع ومدرسة
كانت زراعية . وهي أكبر بناية مدرسة أميرية
وأيناها بفلسطين . وقد أنشئت خصيصاً لرياضة أبناء
البدو في مبادئ الزراعة وحملهم على اتخاذ الفلاحة
مهنة لهم ) .
ومعظم سكان المدينة أتوا إليها من غزة والمجدل
والخليل والقدس وغير ذلك من البلدان المجاورة .
وهم يتجرون مع الأعراب بالحبوب والسمن والحيوانات
. ويبيعونهم لقاء ذلك البضائع والأقشمة اللازمة
لهم .
البريطانيوني في بئر السبع
13 تشرين الأول 1917 - 15 أيار 1948
لم يمض على تأسيس هذه المدينة بضع سنين حتى كبرت
واتسعت . فبعد أن كان عدد سكانها لا يتجاوز
الثلاثمائة عام 1902 أصبح بعد ذلك بعشر سنوات 800
نسمة تضم 10 أو 12 دكاناً . وفي عام 1915 كان بها
زهاء ألف نفس .
والأرقام الآتية تبين عدد ما وصل إليه سكان هذه
البلدة في مختلف سني الحكم البريطاني المشؤوم :
ففي عام 1922 بلغوا 2356 نمسة يوزعون كما يلي :
2012 مسلمون و 235 مسيحيون و 98 يهود و 11 دروز .
وفي احصاء عام 1931 كانوا 2959 شخصاً يوزعون كما
يلي : 2791 مسلمون ، 152 مسيحيون و 11 يهود و 5
بهائيون .
وفي 1/4/1945 قدر عدد سكان بلدة بئر السبع بنحو
5570 نسمة يوزعون كما يلي : 5360 مسلمون و 200
مسيحيون و 10 آخرون ومعظم السكان يعودون بأصلهم
إلى غزة والخليل وقليل منهم من البدو الذي تحضروا
بعد استيطانهم فيها .
هذا وقد بلغت مساحة البلدة في التاريخ المذكور
3890 دونماً منها 464 دونماً للطرق و 80 دونماً
ملكها اليهود .
وفي اواخر عام 1948 كان في بئر السبع العريقة 200
نسمة ، كما ذكرت ذلك احصاءات المغتصبين .
الأمطار في بئر السبع :
بلغ متوسط سقوط المطر في مدينة بئر السبع من عام
1922 - 1923 إلى عام 1934 - 1935 ( 192.8 مم )
ومداه تراوح بين 336.3 مم في عام 1933 - 1934 و
129.8 مم في عام 1928 - 1929 . هذا ومتوسط عدد
ايام المطر التي تزيد الكمية فيها عن ميليمتر 23
يوماً . وفي عام 1959 بلغ هطول المطر في هذه
البلدة 185 مم ، كما بلغ عدد أيامها الممطرة 27
يوماً .
مدارس مدينة بئر السبع :
كان في بلدة بئر السبع مدرستان للحكومة . واحدة
للبنات والثانية للبنين . وهناك مدرسة ثالثة -
بستان أطفال تدير شؤونها ، ما عدا الفنية منها
اليت تشرف عليها إدارة المعارف ، لجنة خاصة من أهل
البلدة . ولا يوجد في البلدة المذكورة مدارس غيرها
.
مدارس البنين :
اقام العثمانيون ، كما سبق وذكرنا ، بناية هذه
المدرسة . ولما احتل البريطانيون البلاد خصصوا
الطابق العلوي منها للبنات والطابق الأرضي للبنين
. وبقي الأمر كذلك حتى عام 1934م .حيث قررت إدارة
المعارف اضافة قسم داخلي في مدرسة الذكور لطلاب
البدو ،فانتقلت مدرسة البنات إلى
بناية مستأجرة وخصص القسم العلوي لطلاب البدو
الداخليين . وفي عام 1947 - 1948 بلغ عدد الطلاف
580 طالباً .
وللمدرسة أرض مساحتها عشرون دونماً ، خصص منها
سبعة دونمات للحديقة التي يتدرب فيها الطلاب على
الدروس الزراعية . وكذلك شيدت فيها غرفة خاصة
للأعمال اليدوية والنجارة .
وقد بنت البلدية ، بمساعدة إدارة المعارف ، ست غرف
جديدة للصفوف حتى تتسع للطلاب الذين يتكاثر عددهم
في كل عام مدرسي .
وأما " المنزل " الخاص بهذه المدرسة والذي اقيم
خصيصاً لطلاب البدو فقد أنشئ عام 1934 لخمس وعشرين
طالباً ثم أخذ هذا المنزل في السنوات المتوالية
يتسع حتى أصبح بضم عام 1946 - 1947 مائة طالب.
ولهذه المدرسة " مكتبة " بلغ عدد ما فيها من الكتب
في 1 تموز 1947 ( 1455 ) كتاباً في مختلف العلوم
والفنون .
ج
مدرسة البنات :
تقع في بناية مستأجرة . وقد بوشر بإقامة بناية
كبيرة لها خلال عام 1946 - 1947 على بقعة خاصة بها
بلغت مساحتها ما يقرب من 13 دونماً . وقد تم انشاء
ثلاث غرف منها في صيف عام 1947 بلغت نفقاتها 3269
جنيهاً ساهمت الحكومة بدفع 1500 جنيه منها والباقي
دفعته بلدية بئر السبع . وفي عام 1948 بوشر بإقامة
أربع غرف أخرى ساهمت الحكومة بدفع 1500 جنيه من
نفقاتها وستقوم البلدية بما يتبقى من نفقات .
هذا وتعود هذه المدرسة إلى بدء الاحتلال البريطاني
حيث تألفت وهي في بناية مدرسة البنين من صف واحد
كانت تقوم بالتعليم فيه معلمة واحدة . ثم أقبل
الأهلون على تعليم بناتهم حتى بلغ عدد الطالبات
عام 1931 - 1932 " 158 " طالبة تعلمهن أربع معلمات
. وكان أعلى صف في هذه المدرسة الرابع الابتدائي .
ومنذ عام 1942 - 1943 أصبحت ابتدائية كاملة . وقد
بلغ عدد طالباتها حسب إحصاء 1/1/1948 " 300 "
طالبة .
اما مكتبة هذه المدرسة فقد بلغ عدد ما فيها من كتب
مختلفة في 1/7/1948 " 651 " كتاباً .
بستان الأطفال :
وهي كما ذكرنا مدرسة تتبع لجنة خاصة - وقد بوشر
بالتدريس فيها ابتداء من صباح 22/7/1946 في بناية
مستأجرة . وقد بلغ عدد المداومين فيها من بنين
وبنات حسب احصاءات 1/1/1948 " 90 " طالباً وطالبة
بينهم 23 بنتاً . تعلمهم معلمتان .
وقد بلغت واردات لجنة هذا البستان من 10/10/1945
إلى 31/12/1946 " 2381 " جنيهاً و 735 ملا كما
بلغت نفقاته عن المدة نفسها 637 جنيهاً و 74 ملاً
.
هذا وقد بلغ ما صرفته بلدية بئر السبع وكانها على
مدرستي بلدتهم خلال عام 1946 - 1947 " 4306 "
جنيهات و 74 ملاً . منها 3669 جنيهاً صرفت على
اقامة ابنية جديدة لمدرستي البنين والبنات .
ومما هو جدير بالذكر ان المجاهدين الفلسطينيين
تمكنوا في ثورة عام 1938 ، بقيادة عبدالحليم
الجولاني الملقب بأبي منصور من احتلال بئر السبع
في 9 أيلوم ، وطرد الحامية البريطانية منها
واستولوا فيها على الكثير من البنادق والرشاشات
وغيرها . وبعد جهود كبيرة استطاعت السلطات أن
تسترد سيطرتها على المدينة ، بعد ان انسحب
المجاهدون منها .
غادر البريطانيون مدينة بئر السبع في 14/5/1948 .
وفي ذلك اليوم تم في حفل مهيب انزال العلم
البريطاني ورفع مكانه العلم العربي . وحضر الحفلة
عرب وبريطانيون ، والذي رفع العلم العربي على
سارية الحكومة هو شقيق مشتها رئيس البلدية . ولكن
الحكم العربي هذا لم يدم أكثر من شهور معدودة ،
حيث بدأ اليهود هجومهم على البلدة في 18 تشرين
الأول 1948 ، وقدر عدد المهاجمين بنحو خمسة آلاف
مقاتل ، وكانوا مزودين ، فضلاً عن الطائرات ،
بالمصفحات والمدافع الثقيلة وراجمات الألغام .
وبلغ عدد المدافعين 216 عربياً منهم 116 من
المصريين و 100 من الفلسطينيين الذين ظلوا ،
جميعاً ، يقاتلون اعداءهم حتى نفذ ما لديهم من
ذخيرة . وفي 21 تشرين الأول من عام 1948م . احتل
اليهود بلدة بئر السبع وبسقوطها تمكنوا من
الاستيلاء علىجنوبي فلسطين وبذلك زالت صبغته
العربية التي اصطبغ بها من آلاف السنين .
وينسب إلى بئر السبع المجاهد " سعيد صالح العشي "
. عمل في بادئ الأمر في قوات الشرطة الفلسطينية ،
فكان يساعد الثوار في تنقلاتهم وحركاتهم . وفي عام
1947 استقال من وظيفته وتفرغ للجهاد ، وأخذ يدرب
الشباب على حمل السلاح ، واشترك في صنع الألغام
والمتفجرات لنسف المصفحات اليهودية . وفي احدى
المرات ألقى بنفسه فوق لغم ، في غزة ، ليفدي بجسمه
بقية أخوانه فانفجر اللغم ومزق جثة الشهيد ونجا
إخوانه المجاهدون .
وأضحت بئر السبع بعد اغتصابها عقدة المواصلات في
جنوب فلسطين ، كما أقيم بها مطار حربي ضخم . وبها
تنتهي السكة الحديدية التي أنشئت بينها وبين محطة
" النعاني " الواقعة على خط يافا - القدس الحديدي
، مارة بالمستعمرات :رباديم - Revadim - كفار
مناحيم - Kefar Menahim ، جت - Get ، عوزا - Uzza
، آهوزام - Ahuzam ، وبيت كاما - Beit Kama .
وفي عام 1965 تم تمديد خط حديدي آخر بين بئر السبع
وديمونة ، ويتوقع وصوله قريباً إلى حقول الفوسفات
في مستعمرة " أورون - Oron " .
ونذكر مصادر المغتصبين أن في بئر السبع أكثر من
53000 نسمة جميعهم من اليهود . وتقوم فيها لان
مشاريع صناعية تشمل صناعة الخزف والآجر وآلات
تقطيع الماس ومعمل لمواد البناء ومعمل نسيج ومصنع
لإنتاج الأدوات الصحية من الكاولين الموجود في
جوار البلدة .
ولكلية الهندسة التطبيقية " التخنيون - Technion "
في حيفا فرع في بئر السبع يدرس فيه الطلاب هندسية
البناء والرياضيات والطبيعيات .
· مدينة كنعانية قديمة يعود تاريخها إلى (4000 -
3500 سنة قبل الميلاد)، ويعتقد بأن المدينة أخذت
اسمها من:
- أنه كان يرد إلى بئرها حيوان مفترس هو السبع.
- وروايات تقول بأنه كان بها سبعة آبار.
*وجدت في أراضي بئر السبع آثار كنعانية عديدة في
موقعين أثريين يبعدان عن مدينة بئر السبع مسافة
كيلو متر واحد، وهما تل أبو مطر، وتل صفدي، وفيهما
آثار عديدة ومتنوعة .. منازل ومقابر وتوابيت
فخارية لدفن الموتى مزخرفة، وهي بأشكال البيوت
والحيوانات مثل الفيل والنمر، وأوان فخارية، وأوان
من حجارة الشيست، وتماثيل مشكلة من العاج للإله
عنات وأم الآلهة الكنعانية عشيرة أو إيلة أو
إيلات، وهي أسماء كنعانية، وتماثيل للمعبود الذكر
قد يكون أبا الآلهة الكنعانية إل أو إيل، وعليان
بعل معبود المطر والرعد والبرق ومخصب الأرض،
وتاريخ هذه الآثار يعود الى 3500 سنة قبل الميلاد.
· عرفت بئر السبع بمدينة عمرو بن العاص، وكان له
بها قصر يُعرف "العجلان" نزله عندما اعتزل الناس
بعد عزله عن مصر، وذلك في عهد الخليفة عثمان بن
عفان رضي الله عنه.
· وفي أرض بئر السبع مات عمرو بن العاص ودفن فيها.
· ويقال إن الخليفة سليمان بن عبد الملك أتته
الخلافة وهو في بئر السبع.
· وقد أهملت المدينة زمن الفرنجة الصليبيين.
· وفي العصر العثماني تم إحياؤها، حيث أعاد
العثمانيون بناءها، وجعلوها مركزاً للقضاء. وأول
قائمقام لها هو (إسماعيل كمال بك التركي) حيث سكن
الخيام، وجعل منها مقراً لإدارته، وتطورت المدينة
حتى أصبحت مثل مدن فلسطين الأخرى.
· أول مدينة احتلتها القوات البريطانية من
الأتراك، وكان ذلك مساء يوم 31/10/1917م.
· مدينة بئر السبع هي عاصمة النقب تبعد عن البحر
الميت مسافة 75 كم، وعن البحر الأبيض المتوسط
حوالي 85 كم.
· كانت مركز التجارة لكافة العشائر والقبائل
الفلسطينية، وبعد الحرب العالمية الأولى أقيمت سكك
حديدية وصلت بئر السبع بباقي مدن فلسطين وبمصر.
· في سنة 1948م دافع عن المدينة متطوعون من منطقة
بئر السبع، بقيادة الشيخ عبد الله أبو ستة. وسقطت
المدينة في يد قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد
معارك عدة كان آخرها صباح يوم 21/10/1948م.
· ومنذ العام 1948م وحتى الآن يقوم الإسرائيليون
بمحاولات عديدة لإبعاد وتشريد القبائل الفلسطينية
من النقب وإبعادهم عن أراضيهم آخرها محاولة ابعاد
عشيرة القريناوي عن أراضيهم.
وبئر السبع تتألف من قبائل عديدة: الترابين،
العزازمة، الجبارات، التياهة، السعديين، الحناجرة،
وقد نزح آلاف منهم إلى الأردن وقطاع غزة، وبقي
فيها قسم كبير متشبتين بالأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي مدينة عربية في جنوب فلسطين, وعاصمة النقب,
ولهما أهمية استراتيجية. وقد مرت في المراحل
التاريخية التي مرت بها المدن الفلسطينية عامة,
أما الزيادة السكانية فقد شهدت تطورا ملموسا: كان
عدد سكانها عام 1912 حوالي 800 نسمة, واتسعت
المدينة في عهد الانتداب حتى وصل عدد سكانها إلى
2.356 عام 1922 ثم 5.570 نسمة عام1945. أما في عام
1948 فقد نقص عدد السكان إلى 800 نسمة بسبب تهجير
سكانها من قبل اليهود. وبلغ عدد السكان اليهود
فيها 1980 أكثر من 100.000 نسمة.
وامتازت المدينة بالوظيفة التجارية بحكم
موقعها,والوظيفة الزراعية والرعوية, خاصة وأن نسبة
عالية من السكان البدو كانوا يقيمون حول
المدينة,ويمارسون الأنشطة الزراعية والرعوية. أما
الصناعة فقد اعتمدت المدينة على الصناعات
التقليدية ( الغذاء والنسيج - بيوت الشعر)
والمنتجات الجلدية والأدوات الزراعية . وكان فيها
مدرستان حكوميتان, وقد تغيرت المعالم العربية بعد
عام 1948.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.