الشيخ عبد الرزاق أبو ستة ودوره في انقاض أرض البعيرات من مخالب اليهود سنة 1933م

في سنة 1933م رهنت قطعة ارض في قضاء بئر السبع تسمى " البعيرات " من قبل (!) بمبلغ ضئيل جداً لأحد الأشخاص من نصارى بيت لحم ويدعى (!) فقام هذا الشخص بأصطحاب بعض اليهود والسماسرة لمعاينتها من أجل بيعها علماً إن المرهون من الأرض جزء وباقي الأرض بيعت من قبل صاحبها بعقود لأكثر من عشرين شخصاً وقد أحضر اليهود نحو ثلاثين رجلاً من البدو والمجاورين وكلفوا بحراثة الأرض ليلاً ولما سمع رئيس جمعية البدو العربية بهذا الأمر خابر مخفر البوليس القريب من ذلك الموقع فقام الضابط بالتفتيش ثم كلف رئيس جمعية البدو الشيخ عبد الرزاق حماد ابو ستة بعدم التدخل فيما لا يعنيه وأحتد النقاش بينهما ... 

وطلب الضابط من اصحاب الأراضي مراجعة المحاكم لنزع ايدي اليهود عنها , وقد اشتبك اصحاب الأراضي مع اليهود والسماسرة وسط اطلاق للرصاص الذي اصحاب بعض منهم فأطلقوا لسيقانهم الريح فأسعف البوليس بعض ممن اصيبوا في تلك الليلة وتم تشكيل لجنة لمعرفة ملابسات القضية وطلب من الضابط كتابة تقرير عن الحادثة اتهم على اثرها الشيخ عبد الرزاق ابو ستة بالتحريض وسجن لساعات ثم اطلق سراحه في نفس الليلة بكفالة مشايخ قبيلة الترابين وهم : حمد الصانع وحسين ابو ستة وجدوع الصوفي وعبدربه ابو الحصين وعبد الغني ابو شباب

 ... خوفاً من هيجان ابناء القبائل الذين تجمهروا بأسلحتهم أمام السجن , وتعالى الصياح بينهم وبين البوليس المكلف بالحراسة والتهديد بقتل السماسرة بمجرد أن تطأ قدم أحدهم قضاء بئر السبع , وفي الصباح انتشر خبر الحادثة في القصبة وبينما كان أثنان من السماسرة يجلسان في القهوة اقترب من احدهم الشاب شكري البيطار وضربه بعصا غليظة على رأسه فأدماه وتعرف الشيخ علي ابن خضيرة على السمسار الآخر والذي كان له دور في قضية ارض السر فقام بضربه ضرباً مبرحاً وتدخل البوليس باطلاق العيارات النارية في الهواء لفض الأشتباك , وقد حكم على شكري البيطار وعلي ابن خضيرة ادارياً بدفع جنيهين لكل منهماً بعد ان تنازل السمسارين عن الشكوى خوفاً من العواقب لو تم سجن المشتكى عليهما وقد اقسم السمساران على كتاب الله على عدم البيع والسمسرة ولا يقوما بأي عمل مضر بالبلاد وعفى الله عمى مضى ,

 وقد دفع الشيخ عبد الرزاق حماد ابو ستة رئيس جمعية البدو العربية الغرامة وقدرها اربعة جنيهات , وبهذا استطاع الشيخ عبد الرزاق ابو سته من انتزاع هذه الأرض من ايدي اليهود بعد ان ابطلت المحكمة البيوع فيما بعد.