GuidePedia

0
بئر السبع/ [زهرة الصحراء]؛
عاصمة النقب هي مدينة بئر السبع تقع على بعد 50 كيلو متراً فقط جنوبي شرقي مدينة غزة 0 مساحة مدينة بئر السبع 2890 دونماً، وتقع مدينة بئر السبع غرب البحر الميت بنحو 75 كم وشرق البحر الأبيض المتوسط بنحو 85كم، وترتفع عن مستوى سطح البحر 175م، وتقع في الجزء الجنوبي لفلسطين، وفي الجزء الشمالي لصحراء فلسطين، على نصف قاعدة المثلث الذي تشكله الصحراء تقريباً. وهي مدينة قديمة جداً، سكنتها القبائل الكنعانية، دعيت بئر السبع على الأرجح نسبة إلى آبار سبعة قديمة بها، وقيل أنها دعيت بذلك نسبة إلى البئر التي حفرها سيدنا إبراهيم والنعاج السبعة التي قدمها لزعيم المنطقة – إبيمالك – لخلاف وقع بين رعاتها.
ازدهرت وعمرت في عهد الأنباط والرومان، وكانت محطة للقوافل التجارية التي تعبر البلاد، وكانت في القرن الثاني الميلادي قرية كبيرة بها حامية عسكرية رومانية، وقد عرفت بعد الفتح الإسلامي ببلدة – عمر بن العاص – حيث أقام بها قصراً له إلا أن قلة الأمطار وكثرة المحول وتحول طرق المواصلات أدى إلى تأخر هذه البلدة وخرابها وقد أعاد العثمانيون بناءها عام 1900 وجعلوها مركزاً لقضاء يحمل اسمها، وقد نمت بئر السبع بسرعة ، فبعد أن كانت قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 300 شخص في عام 1902 بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 2356 نسمة، وعام 1945 قدروا 5570 نسمة ثم ارتفع عدد سكانها إلى 7000 نسمة في عام 1948 وكانت خلال الحرب العالمية الأولى قاعدة للجيوش العثمانية. وقد احتلتها القوات البريطانية بتاريخ 31 تشرين أول 1917، فكانت أول مدينة فلسطينية تحتلها القوات البريطانية. وتعتبر بئر السبع مركز للتجارة والاتصالات بين تجار القدس والخليل وغزة والمجدل والقبائل البدوية. ويقع قضاء بئر السبع جنوب فلسطين، ويحده من الغرب قضاء غزة، ومن الشرق الأردن، وجنوب البحر الميت ووادي عربة، ومن الشمال قضاء الخليل، ومن الجنوب خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء. وقد تطورت مدينة بئر السبع، حيث بنيت فيها داراً للبلدية ومضخة للمياه ومطحنة للحبوب ومسجد ومدرسة للبنين، وغرست الأشجار على جنباتها، إضافة إلى خط السكة الحديد الذي ربطها بباقي مدن فلسطين وحتى الحدود المصرية.
كانت منطقة الشريعة، الواقعة غربي مدينة بئر السبع وعلى بعد 15 كم إلى الشرق من شاطئ البحر المتوسط، تجمع بعض تجمعات القبائل العربية التي انضوت تحت لواء عشيرة قديرات الصانع، وضمت كلاً من حمائل أبو بدر، أبو سعد، أبو خبيزة، أبو عبيّد، أبو عبلة، أبو مسامح وأبو دحل، وغيرها العديد من الحمائل والبطون والتي كان بعضها قد مر بعملية من التوطين والبناء في أماكن سكن ثابتة منذ أواخر العهد العثماني، واستمرت هذه العملية طيلة فترة الانتداب البريطاني من خلال علاقات تجارية وزراعية وتعليمية طورها سكان المنطقة مع الحواضر المدينية القريبة غزة وبئر السبع والخليل. شارك أبناء هذه العشائر في النشاط الوطني الفلسطيني منذ بداياته، وفي ثورة 1936 – 1939 كان الشيخ إبراهيم الصانع – من أوائل المتعلمين في المنطقة وخريج استانبول – مضيفاً للثوار ومنظماً لهم.


وفي منتصف آيار/ مايو عام 1948، تشكلت حامية للدفاع عن المدينة مؤلفة من أفراد الشرطة المحلية والهجانة، وعدد من المناضلين والشباب المتطوعين من أبناء المدينة من البدو، وتولى قيادتهم عبد الله أبو ستة. خاضوا معارك باسلة دفاعاً عن المدينة أمام هجمات المنظمات الصهيونية المسلحة، وسقطت المدينة بأيدي الصهاينة في صباح 21/10/1948 بعد معركة ضارية وغير متكافئة. بعد نكبة 1948هاجر البدو من النقب بأعداد كبيرة منهم باتجاه غزة واستقروا فيها، وبقي قسم منهم في بئر السبع. سعي اليهود لإبعاد وتشريد البدو من الصحراء الفلسطينية من أجل زيادة السكان اليهود، لذلك حرموا البدو من رخص البناء أو الاستقرار في المنطقة، واستمرت هذه السياسة منذ عام 1948 حتى الآن.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Top