GuidePedia

0
من عادات وتقاليد البدو:
هنالك عادات وتقاليد لدى البدو فمنها ما تلاشى وآخر ما زال حتى يومنا هذا ولكن مع صبغة حضارية بطبيعة الحال. فالعادات والتقاليد التي كانت بالماضي قبل تقرب البدو من الحياة الحضارية في بعض العشائر، وأحيانا ما كانت بأنماط مختلفة بين عشيرة وأخرى. فكيفما هو مسالم به وبحق أن العادات والتقاليد تنبثق من صميم حياة الفرد فلذا رأينا عبر هذه الدراسة أن عادات وتقاليد البدو كانت تكتنفها غبرة الصحراء وحرّها وما بها من سذاجة جاء عبرة عبر بدائية حياتهم، وحكمة العادات والتقاليد فهي





من فراسة الأعرابي.
السبوع: حفل للمولود الذكر بعد أسبوع من الأيام.
ولادة مولود ذكر كانت وما زالت تجلب السعادة للعائلة البدوية فلا غرابة في ذلك.
فالبدو اعتادوا القول:” الولد للفزعة والبنت للرزعة” فبعد بلوغ الفتى ينضم إلى المحاربين في حين أن البنت ستشجع المقاتلين بالأناشيد ولن تنضم إلى صفوف المقاتلين.
فالذكر، شبهوه بالعامود المركزي لبيت الشعر ألا وهو الواسط الذي يحمل كاهل حمل البيت.
كانت هنالك عدة عادات بعشائر مختلفة عند ولادة الذكر مثل :
دهن مقدمة البيت بالعجين “بيت الشعر”، الجارات تزور “النفسة” وتحضر لها الهدايا، وتبارك للأب السعيد الخ…. ولكن الحفل المميز واجب الذكر ألا وهو” السبوع”.
عند إكمال سبعة أيام على ولادة الذكر يأتي الوالد بالتكريم لبيت الشعر وذلك في الشق فالتكريم يشمل صحون وبواطي بها وجبة احتفال، فعادة ما يكون ذلك لحمة خروف ذبح تكريما للمناسبة. فالحضور عرفوا أن الوليمة لحضرة المولود، فهنا يصرح الأب باسم ابنه ،أما تهاني الحضور فكانت “انشالله مبروك”، “يعيش في حياتك”، “الله يجعلوا من خدامينك”، “مبروك راعي الإبل” (النياق).
فعند الانتهاء من تناول الطعام تقاد الفاتحة قبل رفع الصحون ثم يقرؤون الفاتحة وهنا يأتي دور النقوط فكل واحد من الحاضرين يضع مبلغ من المال في الوعاء الذي أكل منه كهدية للطفل ، فلامه حق التصرف بذلك.
فهنالك من امن بان الاسم له دور في تقرير مصير صاحبه فلذا كانوا يجرون القرعة في اختيار، وآخرين قرروا الاسم وفقا للمصير.
على سبيل المثال: ففي بداية سنوات الستين ولد ابن الشيخ عودة أبو معمر(شيخ عشيرة العزازمة)، فأراد أن يسميه بإحدى أسماء ثلاثة كان يقدرهم ويعتبرهم أصدقاء له، فهم (ساسون بار تسفي) و(ابراهام يافة) المتوفى، و(بنحاس عمير). فعند مرور سبعة أيام على ولادة الابن جلس جميعهم في الشق فكان الشيخ مسرورا جدا، فأخذوا ثلاثة أوراق وسجلوا عليها الأسماء الانفة ولكن باللفظ العربي: (ابراهام – ابراهيم)، (عمير- عامر) ، (لقب ساسون- فريح).
وضعوا اقصوصات الورق في وعاء بعد تطبيقها وجاء ولد واختار واحدة فجاء القدر على اسم عامر الذي يعمل كمدرس بمدارس البدو.
هنالك من قال لا داعي للعجلة يجب الانتظار حتى العيد القريب. فذلك ما اعتقدت عشيرة ترابين البر الذين تنقلوا عند حدود رفح فكانوا يطلقون الاسم ( لباد) على أبنائهم، فلباد من الجذر ومعناه بالسر فلينتظر.
فبالنسبة للبنت فتقريبا لم تقم احتفالات، أو ذكرت مراسيم بإطار العائلة، فالوجبة المخصصة للبنت فهي فتة سمن، فالتهاني كانت “مبروك راعية الغنم” ولكن اليوم يختلف الوضع حيث تقام مراسيم الأسبوع للبنت بصورة مقاربة على ما هو الحال عند ولادة ذكر.
مروق: إخراج الابن للمرة الأولى من مكان ولادته
لا يتم إخراج الولد من الخيمة التي ولد بها إلا بعد أن يكمل الأربعين يوما، لكون الوالدة قابعة بسبب أيام الطماث “النفاس”، فبعد أربعين يوما تخرجه من بيت زوجها للمرة الأولى فذلك يسمى مروق فإما لبيت إحدى أجداده أو مقرب آخر لأحد الزوجين، فان كانت تمريقه لجدته فهنالك ترقده الوالدة بمنام جدته أم أبيه والتي بدورها تهديه لباس جديد. هذه الخطوة تدعى “مروق” فأصحاب المقدرة كانوا يعدون الوليمة لهذه الخطوة.
ترييق: نقل صفات طيبة للمولود.
بعد المروق يأتي الترييق ألا وهو إحضار المولود لأحد الشيوخ أو أقاربه ذوي الصفات الحميدة الطيبة وذلك بدوره يقوم بنقل لعابه “بصورة رش لفم” أو انه يرطب إصبعه باللعاب ثم يضع إصبعه بفم المولود وذلك لتتم عملية نقل الصفات الطيبة من ذاك الشخص للمولود الغض وكأنها عملية عدوى فالمقولة المتبعة هي أن يقول صاحب اللعاب: “خذ من ريقي واتبع طريقي” .
معالجة الذين يتعوقون عن المشي:
عندما يحين موعد مشي المولود ويرون ان المولود تأخر عن موعده اعتاد البدو إقامة مراسيم كالآتي:
ليلة اكتمل بها البدر كانوا يخرجون المولود ورجلاه مقيدتان بخيط رفيع” قيد” ويأتون بجمرة ملتهبة بحيث يحرقون الخيط ويفكون عقدة أرجل المولود- وكانت المراسيم تتضمن غناء للمولود وهو: ” يا هليل- مشي هالعويل” وعند انتهاء المراسيم تأخذ الأم مراسيم طفلها إلى داخل الخيمة ويقول آخرون أنهم كانوا يحملون المولود المتعوق على عباءة ويغنون قائلين- أعطوني حمشي خليني امشي- بمعنى أعطوني قطعة خبز- استطيع بها أن الم قواي فامشي.
الونيسة:
بعد الانتهاء من دفن الميت اعتاد البدوي ذبح ماعز وليس بالخروف . يحضرون الطعام لذكرى الميت، هذه العادة تدعى بالونيسة” عشاء الميت” فالحضور كانوا مجرد يلامسون الطعام دون أكله وذلك كان يتم بهدوء دون إحداث لجة، وللغالب كان ذلك من نصيب الأولاد الذين اعتادوا أكل ذلك، وهذا التصرف نابع من الحزن الذي يخيم على مودعي الفقيد .
الرحمة: وجبة على روح المتوفى.
حين تريد العائلة تذكر فقيدها والدعاء له بالرحمة كانوا يأخذون الطعام” الرحمة” للشق وعادة ما كانت هذه الوجبة عبارة عن جريشة قمح مع سمنة وخبز، فيتناول الحضور الطعام وبعدها يقيموا الفاتحة .
يستحب أن تتم هذه المراسيم يوم الخميس عند الغروب.
ويوجد مناسبات عديدة والتي يقوم بها بتحضير الرحمة مثل الانتهاء من قص “جز الغنم” أو عند الانتهاء من بذر الحقل وهنا أيضا تتم قراءة الفاتحة.
ربع الخليل: توزيع جزء من محصول الحصاد للفقراء.
اعتاد البدوي القول: كانت البركة تعم كل شيء.
يقوم البدوي بحصد الحقل ليجمعه بالجرن حيث أن البذور في كومه والتبن في كومة أخرى ، وبعد ذلك تتم عملية حفظه في آبار أو بطرق أخرى وهذا يتم خلال أيام ليست بقليلة فيما يأكل النمل والعصافير والبهائم.
عندما ينتهي البدوي من زراعة حقله كان يدعو الله فيقول:” يا رب أكرمنا بالبركة نحن البشر والطيور والبهائم وجميع من يدب الأرض”. وكانت البركة تعم الجميع.
أما اليوم ، لا يوجد جرن لان عملية الحصاد تتم بواسطة ماكنة الحصاد وينقل المحصود مباشرة إلى الأسواق . ولكن في القدم كان يقوم البدوي بتقسيم المحصول بينه وبين شركائه بواسطة أداه تسمى “الصاع ” أو أداه أخرى تسمى “ربوع” وكان الصاع الأول من نصيب المحتاجين حيث يتم وضعه على عباءة وهذا ” الصاع الأول ” ما كان يسمى ربع الخليل أو ” صاع الخليل”. والخليل على اسم أبونا إبراهيم الخليل الذي تمتع بالكرم والأخلاق الطيبة حيث كان يحسن على الفقراء قبل توزيع المحصول يقوم البدوي بذكر الله.
المطية: نذر
وهي نوع من القرابين يذبحه البدوي مرة في حياته ويتم اختياره للشاه التي بلغت أربع سنوات وما فوق ليذبحها، هذه الشاة شاملة للصفات التالية:
خالية من الأمراض، غير عوراء.
فبعد ذبحها يقطع اللحم لقطع صغيرة. فبحيث يحافظ على سلامة العظام من التكسير وبعد ذلك يوضع اللحم بوعاء كبير ويغطى بقطعة قماش بيضاء بحيث يقوم صاحب المطية بحمل هذا الصحن وتوزيع اللحم على أهل العشيرة دون أن ينظر إليه” أي يدخل يده تحت الغطاء ويخرج قطعا ليعطيها لأهل البيت الذي يصله” مطية تعني الدابة التي يمكن ركوبها من الجذر ” امتطي” أي ركب وهناك من امن أن المطية ستنقلهم من على جسر الصراط النعيم .
الدحية:
لقد كان الشباب البدو ينتظرون بفارغ الصبر لحفلات الأعراس، الطهور، عودة الحجاج من مكة … وحينها يقومون “برقصة الدحية” وذلك يتم بالليل عندما يكتمل البدر حيث يجلس الشيوخ ووجهاء العشيرة في الشق واحتساء القهوة وفي الوقت نفسه انتظم الشباب بصف بمحاذاة النساء المتواجدات بالمكان أمام هؤلاء الرجال كانت تخرج فتاة والتي تلقب “بعيرة” او “حاشي” وفي يدها عصا صغيرة كانت هذه الفتاة ترقص أمام صفة دحية وحين حاول أحد الرجال الاقتراب منها كانت تضربه بعصاها وتطرده للوراء، ويذكر البعض أن الحاشي كانت ترقص وبيدها سيف بدل العصاة.
وكان الرجال يرددون هذه العبارة “ريحان قول ريدان” أما الشيوخ فقد كانوا يدعون أن الدحية من الشيطان، فكل من رقص فقد نزف عرق من عرق الشيطان وعليه بتطهير جسده ذكر أن ريحان وريدان كانا صنمين. وكل من أراد عبادتهما وجب عليه الرقص أمامها وكذلك الفتاة التي برفقتهم.
الفخ:
حين أراد البدوي المحافظة على محصول الخضار الذي زرعه بالسدة “حقل محاط بتلال تراب” من قبل القوارض والمضرات على أشكالها.
فإنه اعتاد بدفن فخ ببوابة السدة حيث تم إعداد الفخ من الحديد بشكل قوسين بينهما “زنبرك” فيتم دفن الفخ بالتراب أو وضعه بين الأعشاب ليتمكن من القبض على مبتغاه . نحو الفخ كانت الأحجية الآتية:
“ميت ومركد في العشب، جاء الحي ونبشة قام عالحي ومسكة” ما هو؟ الإجابة: الفخ.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Top